زائر
الجنس : عدد المشاركات : 382 العمر : 37 الإقامة : syria العمل : فنون وموسيقا المزاج : غالبا رواق تاريخ التسجيل : 06/03/2008 السٌّمعَة : 8 نقاط : 59
| موضوع: حكايتي مع العصفورة 2008-03-19, 17:46 | |
| استوطنت هذه العصفورة الصغيرة الحديقة الخلفيّة لمنزلنا القروي في الوادي، معتاشةً من بعض الحبوب والخضار المزروعة فيه… لم ننزعج منها يوماً، فهي تشبع من اليسير ولا تخرّب المزروعات بل بالعكس، كانت تساعد على تلقيح أزهار شجيراتنا المثمرة بمداعبةٍ من منقارها الصغير وتفتك بكلّ الحشرات المضرّة، هذا ناهيك عن زقزقتها الجميلة… علاقتنا بها توقّفت عند حدود المصلحة المشتركة، فلم نواجهها يوماً وبالكاد كنّا نعرف شكلها… كيف يمكننا ذلك وهي تطير فوراً إلى مقرّها السرّي ما إن تسمع طقطقة الباب… غبت لفترةٍ ليست بوجيزة عن بيتي، وفي طريق العودة كنت أفكّر قليلا: أيعقل أن تكون الأشياء تغيّرت؟ سنرى! بينما كنت جالسة في غرفتي سمعتُ صوتها في الحديقة، فأقتربت من نافذة الشباك, فأخرجت رأسي تلقائيّاً من الشبّاك، والنتيجة كانت هروبها كالسهم إلى مكانٍ لم أستطع تحديده، مُصدِرَةً أصوات يصعب علي فهمها… صدمت لوهلةٍ من تصرّفها، وكنت أقول في نفسي: ما بالها هذه الصغيرة، أنا لا أريد بها شرّاً… في المساء رويت الحادثة لأبي فقال: كيف تريديها أن تثق بك، بينما نحن البشر نفتك بأبناء جنسنا كي لا نقول بأخوتنا… بالتأكيد لم تخف من رأسك، قولي لي، ماذا كنت تحملين في يديك؟! فقلت: كنت ألتقط بيدي آلة التصوير، هل تعتقد أنّها خافت منها؟ قال مقهقهاً: ولماذا تخاف من آلة التصوير، هل ألة التصوير بندقية...!!! فضحكت وقلت: أتعتقد هذه العصفورة أنني صياداً! حسنٌ، سأبرهن لها عكس ذلك! في اليوم التالي تسمّرت على شباك غرفتي مشغلة آلة التصوير، وانتظرت خروجها من الوكر لوقتٍ ليس بقليل… لم أحرّك ساكناً كي لا تحسّ بوجودي. وما إن حطّت على هذا الحجر، ضغطّت على “الزناد” فهربت مولولةً ما إن سمعت صوت تكّتِه… لا شكّ أنّها خذلتني ومنعتني من أخذ صورةٍ واضحةٍ بسبب سرعتها الجنونية، وهاهي لحظات فقط حتى عادت وأنتظرت حتى أخذت لها عدة صور.. وكأنها أحست أنني سأكتب هذه الحادثة في موقع الصداقة- محبة.. بعد ذلك طارت بعيدا..ثم عادت لنصبح أصدقاء.
| |
|