تعالت الصيحات وفتحت المواقع الألكترونية أبوابها لعشاق الرياضة للتصريح بكلمات حول مباراة الكلاسيكو التي جمعت مابين الغريمين التقليدين فريق برشلونة وفريق ريال مدريد ..
وبدأت الصيحات والتهجمات من عشاق الفريق الملكي تنتشر هنا وهناك وكل ظنهم أن الريال لديه مدرب من حديد كما كتب البعض عنه في أحد المواقع ...ومن لا يقرأ المباريات بشكل صحيح يصاب بالهوس الذي يؤرق صاحبه دون أن يؤدي إلى نتيجة ...
وفي كل مرة يتفوق فيه فريق البرشا على فريق الريال في الكلاسيكو نشاهد عشاق الريال بعد المباراة يبدأون بالثرثرة الزائدة التي لا فائدة منها ..منهم من يقول مشوار الدوري لم ينتهي ..ومنهم من يقول ناطرينكم بالإياب ...وبكرا رح نشوف أبطال أوروبا...أنا برأي هذا كلام لاجدوى منه أبدا ..وأنا أشبه مباراة الكلاسيكو بالعزيمة عند العرب إن كانت المائدة شهية فنشكر من أعد الطعام وإن كانت لاتذاق ..فسوف نتكلم عليكم عند كل العربان ...
فكل مبارة لابد من أن تقيم كمباراة وليس لدوري ...فمنهم من يري بأن الفوز بالكلاسيكو هو أهم من الدوري ومنهم من يرى أن الخسارة في الكلاسيكو أذل من الفوز بكأس الدوري
لذلك تقيما لما حدث في الكلاسيكو لابد من الكلام عن كل مباراة بشكل منفصل كما قال مدرب البرشا بأن أمامنا مشوار طويل ولكن المهم أننا فوزنا بهذه المباراة ..وأنا من رأي أن التاريخ سجل فوزا تاريخيا للبرشا على ريال مدريد والكأس لايهم من سيأخذه لأن ماحشده الاعلام لمباراة الكلاسيكو أكبر بكثير مما سيحشده للفوز بالكأس ..
ولكن على كل حال أجمل ماقرأته هو ما كتبت في إحدى التعليقات بأن الوحيد الذي كان دفاع في ريال مديريد هو الحارس كاسياس .ولكن حقا ماذا حدث في المباراة ..
خير الكلام ماقل و ذل وصورة تغنى عن الف كلمة وامتاع البرشا لا تصفه كلمات، فلمن شاهد اللقاء سيكون حديثى و لمن لم يشاهده، أرجوك لا تفوت على نفسك فرصة مشاهدة الفريق الأكمل و الامتع فى تاريخ كرة القدم و أذهب سريعاً لنشوة كرة القدم .
"عندما كنت أرى الفرق تنهزم أمام برشلونة كنت أشفق عليهم من ضعفهم و كنت واثقاً من قدرة فريقى على هزيمتهم، و لكن بعدما لعبت أمامهم فى النهائى فهمت معنى أن تلعب كرة القدم من حولك و أنت تشاهد فقط " كان ذلك تصريحاً لـ واين رونى نجم مانشستر يونايتد بعد هزيمة فريقة بثنائيه نظيفة أمام برشلونة فى نهائى دورى الابطال 2009 .
و الأن أؤكد لكم أن كل لاعبى الريال فى مباراة الكلاسيكو قد شعروا بنفس الشعور بل أسوأ بكثير، فأن تكون لاعباً فى فريق بحجم و تاريخ الريال و تُعد من حولك 681 تمريره متنوعة الاشكال الهندسيه من مثلثات الى مربعات الى دوائر فهو أمر يدعو للغثيان، و أن ترى زميلك رونالدو (الاغلى فى تاريخ كرة القدم) و هو يلهث خلف الكره وسط عمليات تمريرها من حولك فى لعبه أشبه بـ (31 ) التى تلعب فى الشوراع فهو أمر محبط .
و أن تصور الكاميرا الطائره فوق الملعب فريق الريال على شكل دائره فى وسط الملعب و لاعبى برشلونه من حولهم بطول و عرض الملعب، فهذا دليل على سذاجه خططيه واضحه من الريال و بالتالى مورينهو أمام فريق يستخدم التكتيك للمتعه و هو درب من دروب الخيال نظراً لتضارب الكلمتين عند الكثيرين .
برشلونه الذى بدأ اللقاء بخطة 4 – 1 – 2 -3 بالاعتماد على بوسكتس أمام خط الدفاع و امامه الثنائى تشابى و انيستا خلف خط الهجوم الذى يضم ميسى على اليمين و فيا فى الوسط و بيدرو على الجهة اليسرى، قد ضرب الجميع و ليس مورينهو وحده بعدما نزل ميسى فى الوسط و جاء بيدرو الى اليمين و انحرف فيا يساراً و لعبوا بلا مهاجم صريح، حيث اعتمدوا على البينيات القطريه لفيا و بيدروا و على الهات – خذ (one – two) بين ميسى و تشابى الذى كان رأس الحربه المضغم فى خطة جوارديولا أمام ريال مورينهو .
أما الريال الذى جاء لبرشلونه مخدوعاً بفوزه المتتالى على ضعاف الليجا فقد نال جزاء اعتماد مديره الفنى مورينهو على الاسلوب الهجومى على غير عادته، فلقد اعتمد على ارتكازين فقط (الونسو – خضيره) أمام ثلاثى البرسا، فمن الواضح أن ضعف دفاعات و وسط الفرق التى جابهها الريال قد غرت مورينهو فى خط هجومه الذى قرر أن يعتمد عليهم فى القضاء على البرسا منذ الوهلة الأولى و لكن بوسكتس حال دون ذلك بعد أن فصل دفاع و وسط الريال عن الرباعى المهاجم اوزيل و دى ماريا و رونالدو و بنزيمه و ترك مهمة ما بعد خط الوسط الى زميليه تشابى و انيستا .
الدفع برونالدو على الجهة اليمنى (ناحية ابيدال) كان خطأً من مورينهو و ذلك لأنه ترك المساحة لانيستا المعروف عنه ميوله لمساندة الجناح الايسر (فيا) مما شكل جبهه خرافيه انتجت هدفين و اخرجت راموس مطروداً ، كما قيدت رونالدو بظهير دفاعى بحت (ابيدال) يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين الذين يعتمدون على المساحات مما أضطر رونالدو للهروب الى معمعة الوسط فأخل بواجبات مكانه و لم يجدى نفعاً أمام تشابى و انيستا .
و من كل ما سبق اضافه الى ارتفاع معدل كرة القدم عند هجوم البرسا عن نظيره الموجود فى رأس دفاع الريال فقد نال كاسياس جزاء لا يستحقه خمس مرات .
حقيقة لا أجد ما أضيفه من كلمات فالمباراة تحتاج الى مجلدات و يكفى أن هناك دقائق كامله لم يلمس فيها لاعب من الريال الكره وسط سيطره 100% من جانب سحرة البرسا و يكفى أن ميسى تلاعب بكل من واجهه و كأنه مبرمج على ذلك و يكفى أن فيا سجل هدفين و صنع ثالث فى أول كلاسيكو له و يكفى أن بيدرو كان رعباً للريال و سجل للمره الثانيه على التوالى فى مرمى كاسياس و يكفى جلوس مورينهو صامتاً ( لأول مره فى تاريخه) .
ورغم كل الذي حدث في المباراة وبأعتراف جميع من رافق فريق الريال إلى الملعب من إداريين ولاعبين ومدربين لازال البعض من عشاق الريال لايفهم ماذا حدث داخل الملعب لأنهم أعدو أنفسهم للكلاسيكو بشكل معيب قبل الكلاسيكو وكتبو صفحات وصفحات على المواقع ..ومازالوا يتوعدون ويقولوا كلمات لاتنم عن تصرف رياضي تماما كما تصرف بعض لاعبوا الريال داخل الملعب في الكلاسيكو ...وهنا ليس المهم أن نقول بكرا رح نشوف مين رح يأخذا الكأس والمشوار طويل أمام من سيفوز...هنا الكلام عن وليمة أعد لها مدرب الريال وعشاقه في الكلاسيكو وكانت الوليمة قد أعدت بطريقة سيئة فما جدوى الكلام فيما بعد الوليمة ..ومن يدرك معنى الوليمة في العزومة يدرك معنى خسارة الكلاسيكو ..ولكن أن يتذبذب كلام عشاق الريال "كمن يحكي بلسانين" قبل وبعد مباراة الكلاسيكو فهو على الأقل عدم أحترم الذات التي تتكلم ..
ومن يطول لسانه بالكلام من دون تحليل واقعي للمباراة فهو أشبه بالحرباء التي تبدل لونها في كل لحظة .
............