الجنس : عدد المشاركات : 2315 العمر : 104 الإقامة : Syria الجنسية : Syria العمل : Computer-IT المزاج : Good تاريخ التسجيل : 24/02/2007 السٌّمعَة : 47 نقاط : 2635
موضوع: الخربشة على الورق 2009-02-28, 15:29
منذ سنوات عديدة كنت أعمل كمدرس في إحدى المدارس .وفي أحد الأيام دخل أحد المدرسين إلى غرفة المدرسين في إستراحة الحصة الأولى وبيده ورقة وقال تفضلوا شاهدوا كيف أصبح منظر المدرس بنظر أجيال المستقبل شباب الغد وبدأ بمحاضرة خطابية أعادنا فيها إلى فترة صلاح الدين الأيوبي ومعركة حطين ..ونحن لانعلم بعد ماذا يوجد في الورقة وبعد جدل طلب مدرس أن يشاهد ماذا يوجد في الورقة.." كانت هناك ثلاثة رسوم كاريكاتورية لثلاث مدرسين " وهنا بدأ كل مدرس يبدي رأيه بفكرة رسم الطالب للمدرس بشكل كاريكاتير...أنا شخصيا لم يكن لي صورة في الورقة ولكن طلبت فيما بعد من الطالب أن يرسم واحدة لي ففعل ذلك .كان إقتراح ذلك المدرس أن يعاقب الطالب بالفصل من المدرسة وكان رأي الخاص أن نساعد الطالب ماديا لكي ننمي مواهبه حتى ولو رسمنا كاريكاتوريا برسومات لاتحمل أي نوع من إهانة الشخصية الحقيقية. علما أن الطالب كمل دراسة الطب في جامعة دمشق فيما بعد ثم الدكتوراه وسافر إلى فرنسا بعد ذلك وهو الأن طبيب جراح شهير في إحدى مستشفيات فرنسا وله إكتشاف علمي كبير يتعلق بإجبار الكسور، على ما أتذكره عنه أنه كان يراجع للبكالوريا ع ورق السندويش وورق أكياس الإسمنت وتأثر كثيرا عندما أشتريت له كيلو ورق على حسابي الخاص. كتبت هذا بعد أن ذكرني هو بإتصال هاتفي معي من فترة قريبة كما تعودنا أن نتحادث عن أيام المدرسة وشغب الطلاب وسألني إن كنت شاهدت مسلسل أيام الولدنة " دريد لحام ،باسم ياخور ..." وقد أرسل لي يقول :لقد قرأت هذا المقال عن الخربشة. تساعد الخربشة التي عادة ما تصنف بوصفها فوضى، في الواقع على تقوية الانتباه وعلى حفظ النصوص أو الخطب بشكل أفضل، بحسب ما بينت دراسة أجراها باحثون من جامعة بلايموث البريطانية. وطلب من متطوعين أن يخربشوا أي شيء مع الاستماع إلى رسالة هاتفية رتيبة، فكانت النتيجة أنهم تذكروا التفاصيل بنسبة 29 بالمائة أكثر من متطوعين لم يكلفوا بالخربشة. وطلب المكلفون عن الدراسة من 40 مشاركا الاستماع إلى رسالة لمدة دقيقتين ونصف دقيقة وهي تضم العديد من أسماء الأماكن والأشخاص مع تكليف نصفهم بالقيام بخربشات في الأثناء. ومع انتهاء التوقيت تبين أن هؤلاء الذين قاموا بالخربشة تذكروا 5،7 أسماء مقابل 8،5 أسماء للذين لم يخربشوا. وأوضحت الدراسة "إذا كان شخص ما يقوم بمهمة مضجرة مثل الاستماع إلى محادثة هاتفية لا قيمة لها، فإنه يمكن أن يسرح. وهذا يؤدي إلى تشتيت انتباهه وتدني مستوى أدائه". وأضافت الدراسة "أن تكليفه بمهمة بسيطة مثل الخربشة، يمكن أن يكفي لمنعه من الاستغراق في أحلام اليقظة، وذلك دون أن يؤثر ذلك على مهمته الرئيسية". وأكدت أن "هذه الدراسة تشير إلى أن الخربشة يمكن أن تكون في حياتنا اليومية، شيئا نقوم به لمساعدتنا على أداء مهمة بشكل أفضل بدلا من أن يكون تسلية لا جدوى منها يجب الامتناع عنها". فهل حقا خربشة طالب برسم كاريكاتير عن المدرس تستحق محاضرة عن معركة حطين. ............ تحية إلى الدكتور جورج في فرنسا وسلامي لأهله في الزويتينة.